قصر الصلاة في السفر:
من
خصائص الشريعة الإسلامية ومقاصدها، التيسير والتخفيف ورفع الحرج عن المكلف، حيث راعت
أحوال المسافر، فيما يخص الصيام والصلاة. فما حكم قصر الصلاة في السفر؟ وما أحكام
القصر؟
ما هي صلاة القصر؟
صلاة
القصر هي أن تصلى الصلاة الرباعية ثنائية، فيؤتى بالظهر مثلا ركعين، وكذلك العصر
والعشاء، أما المغرب والصبح فلا تقصران.
ما هو حكم قصر الصلاة في السفر؟
قصر
الصلاة الرباعية –الظهر والعصروالعشاء- سنة مؤكدة للمسافرعند جمهور العلماء، فتصلى
ركعتين، ولا قصر في غير الرباعية أي الصبح والمغرب. فقصر الصلاة للمسافر أفضل من
إتمامها، تأسيا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال
تعالى: "وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة"
النساء:101، فتُقصر الصلاة في السفر وإن أَمِن الناس فيه، وتوفرت وسائل الراحة،
لأن علة التقصير هي السفر وليست المشقة أو الخوف، فقد سأل الصحابي يعلى بن مرة عمر
بن الخطاب رضي الله عنهما، عن قصر الصلاة في السفر بعدما أمن الناس، فقال عمر بن
الخطاب: عجبتُ لما عجبتَ منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". وورد في صحيح الحديث النبوي
الشريف: "إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة". كما تواتر عنه صلى
الله عليه وسلم قصر الصلاة في أسفاره.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
قال: " صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان، فكانوا لا
يزيدون على ركعتين في السفر".
ما هي مسافة القصر؟
المسافة
التي يشرع القصر فيها هي أربعة برد، والبرد جمع بريد، وهو ثمانية وأربعون ميلا –
البريد يساوي 21 كيلومتر و226مترا- وهي ما يعادل 84 كيلومترا و904 أمتار ، وما
قارب الشيء أخذ حكمه كما تقول القاعدة الفقهية.
وقال بعض العلماء أن الآية دالة
على كل سفر طالت مسافته أم قصرت، بحيث لم يرد في السنة ما يقيد إطلاق لفظ السفر.
يقصر في السفر سواء كان في سيارة
أو قاطرة أو طائرة، ومن كان دائم الترحال للعمل رُخص له القصر لأنه مسافر حقيقة.
متى يبتدئ القصر ومتى ينتهي؟
يُشرع
في قصر الصلاة عند مجاوزة البلد الذي غادره المسافر، ومفارقة بنيانه، عند جمهور
الفقهاء، ودليلهم قوله تعالى: "وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن
تقصروا من الصلاة"، فعَلقت الآية القصرَ، بالضرب في الأرض، أي الشروع في
السفر، فعن أنس رضي الله عنه فيما أخرجه البخاري ومسلم، قال: "صليت الظهر مع
النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعا ، وبذي الحذيفة ركعتين". والمقصود
أنه صلى الله عليه وسلم صلى الظهر أربعا، ولم يقصرها قبل الشروع في السفر.
وينتهي القصر في موضع البدء حين
ذهابه، فيتم صلاته بوصوله إلى مشارف مكان إقامته.
ما هي مدة القصر؟
ورد
في الجامع الصحيح للترمذي: أجمع أهل العلم أن المسافر يقصر ما لم يجمع إقامة، وإن
أتى عليه سنون. وجمهور العلماء على أن الإقامة تنطبق على أربعة أيام صحاح، أي ما
يعادل عشرين صلاة.
فمن نوى إقامة أكثر من أربعة أيام
أتم صلاته، وإن نوى أقل من ذلك قصر. وهذا هو قول الإمام مالك رضي الله عنه، وذهب
أبو حنيفة إلى أنه يتم إذا نوى المكث خمسة عشر يوما ويقصر إذا نوى دونها.
وتم الاتفاق على أن المسافر إذا
أقام في انتظار قضاء حاجة، يتوقع الخروج كل يوم، كالمسافر لحاجة متى قضيت غادر،
فإنه يقصر، ما لم يجمع المكوث والإقامة في البلد. فعن ابن عمر رضي الله عنه كان
يقول: أصلي صلاة المسافر ما لم أجمع مكثا، وإن حبسني ذلك اثني عشرة ليلة. وق
قضاء الصلاة المنسية حالة السفر:
إذا
نسي المسافر أثناء سفره صلاة، ولم يتذكرها إلا في حال عودته إلى محل إقامته، قضاها
بالتقصير.
المراجع:
"بداية المجتهد ونهاية
المقتصد" ابن رشد
"الكافي" ابن عبد البر
"الخلاصة الفقهية" محمد
العربي القروي
"الفقه المالكي وأدلته"
الحبيب بن طاهر
مشاركات من مدونة "فقه
المرأة"::::
تعليقات
إرسال تعليق