أنواع اليمين وكفارتها:
تعريف اليمين:
اليمين والقسم أو الحلف، هو تأكيد الأمر بذكر اسم الله سبحانه،
أو صفة من صفاته العلا. واليمين إما ليقوي به الحالف عزمه على فعل المقسم عليه أو
تركه، أولحمل المخاطب على الثقة بكلام الحالف.
سمي القسم باليمين، لأنهم كانوا قديما إذا تحالفوا، أخذ كل
واحد منهم بيمين صاحبه، وكذلك لأن الأيمان تحفظ الشيء كما تحفظه اليمين.
بماذا يكون حفظ اليمين؟
قال عز وجل: "واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته
لعلكم تشكرون" المائدة 89.
وحفظ اليمين يتم بأمور ثلاث: عدم كثرة الحلف، عدم الحنث إلا ما
كان في معصية، إخراج الكفارة بعد الحنث.
أنواع اليمين:
اتفق الفقهاء على أن الأيمان ثلاثة أنواع: يمين الغموس واليمين المنعقدة ثم يمين اللغو.
ـ اليمين
المنعقدة : وهي
اليمين الصادقة، يقسم الحالف وهو ظان أنه صادق (وهي التي تستوجب الكفارة)،كأن يحلف
بالله، أو اِسم من أسمائه أو صفة من صفاته سبحانه، فإن بَر بيمينه فلا شيء عليه ،
وإن حنث فعليه الكفارة.
ـ اليمين
اللغو: هي
الجارية على اللسان، والمقصود بها الحلف بدون قصد، كقول الإنسان في حديثه: والله
لتأكلن، ونحو ذلك مما لا يقصد به اليمين. أو أن يحلف على أمر ماض، يظن أنه صِدق
فبان خلاف ذلك, ويمين اللغو لا تستوجب الكفارة لقوله تعالى: "لا يؤاخذكم الله
باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان" المائدة 89 ,وقوله عز
وجل: "لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم"
البقرة 225.
ـ اليمين
الغموس: يحلف
فيها المقسم كذبا وظلما، يحلف وهو متأكد أنه كاذب. تؤكل بها الأموال بغير حق، سميت
غموسا لأنها تغمس صاحبها في المآثم ثم في النار. (لا كفارة
فيها).وتجب المبادرة بالتوبة منها ورد المظلمة لأهلها، قال تعالى: "إن الذين
يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم
الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" آل عمران 77.
كما أخرج البخاري قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس". كما قال صلى الله عليه وسلم: "من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار".
أنواع الكفارة:
سميت الكفارة كذلك لأنها تستر الإثم وتغطيه. وهي ما
يخرجه الحانث عن يمينه، من إطعام أو كسوة أو عتق رقبة، أو صيام، تكفيرا عن حنثه في
اليمين التي عقدها، وتسقط عنه إذا عجز عنها: لأن الواجب يسقط بالعجرعنه.
إخراج قيمة الكفارة:
رأى جمهور العلماء أن كفارة اليمين لا يجزئ فيها إخراج
القيمة نقدا، عن الإطعام أو الكسوة، وأجاز ذلك أبو حنيفة .
شروط كفارة اليمين:
متى تكون الكفارة واجبة؟
ـ
أن تكون اليمين منعقدة
ـ
أن يحلف مختارا لا مكرها
ـ
الحنث بذلك القسم
من حلف على شيء وراى غيره خيرا منه:
من حلف على شيء ورأى غيره خيرا منه، فعليه أن يحنث ويكفر
(كأن يحلف أن لا يدخل بيت أخيه مثلا).
الأيمان الجائزة:
أن يحلف بالله أو إحدى صفاته بوجه الله مثلا أو عظمته
وكبريائه.
صور لبعض الأيمان غير الجائزة:
الحلف بغير الله، كالحلف بالآباء أو النبي أو القمر. فلا يجوز
الحلف بغير الله وصفاته ويحلف الله بما شاء سبحانه، فقد أقسم بالليل والشمس...ومن
الفقهاء من أجاز الحلف بكل ما عظمه الله سبحانه.
حكم الاستثناء في اليمين:
من أقسم واستثنى في يمينه، كأن يقول والله لأقومن بالأمر
الفلاني إن شاء الله، أو لأتركنه إن شاء الله، فمثل هذا الحلف المستثنى بمشيئة
الله، فالحالف لا يحنث في يمينه إن قام بالمحلوف به أو تركه. فقد روى أحمد وغيره
أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف فقال: إن شاء الله فلا حنث
عليه". ويصح الاستثناء بشروط ثلاث:
ـ
أن لا ينفصل الاستثناء عن اليمين.
ـ
أن يقصد تعليق المحلوف عليه بمشيئة الله لا مجرد التبرك.
ـ
أن يكون الاستثناء لفظا ونطقا.
حكم من فعل ما حلف عليه ناسيا أو مخطئا:
من أقسم على عدم فعل أمر، ثم قام به ناسيا، لم يحنث ولا كفارة
عليه ويمينه باقية.
جواز الحنث للمصلحة:
الواجب في اليمين الوفاء بها
، ويباح الحنث لمصلحة راجحة. لقوله تعالى: "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن
تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس" أي لا تجعلوا الحلف بالله مانعا لكم من البر
والتقوى والإصلاح، كما قال عز وجل: "قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم" أي
شرع الله لكم تحليل الأيمان بعمل الكفارة, كما روى البخاري أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: "إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها، فأت الذي هو
خير وكفر عن يمينك".
المراجـــع:
بداية
المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد الحفيد
فقه
السنة لسيد سابق
لمزيد التصفح في مشاركات المدونة:
تعليقات
إرسال تعليق