الصفحات

القائمة الرئيسية

في الشوق إلى زيارة البيت المعمور

في الشوق إلى زيارة البيت المعمور

في الشوق إلى البيت المعمور:

توطئــة:

في ايام الأشهر الحرم التي نعيشها، والتي هي أشهر الحج وأيام أداء مناسكه، يشتد الشوق إلى زيارة الأماكن التي وطئها نبينا صلى الله عليه وسلم، ومن قبله أبو الأنبياء على الجمع أزكى السلام. خاصة أولئك الذين أعدوا عدتهم للزيارة هذه السنة، فجدت ظروف جائحة كورونا، مانعة لهم أو مؤجلة أداء ذلك الحلم.
تلك الرحلة الأكثر روحانية، ضمن الشعائر الإسلامية، لذلك خُلدت وتُخلد على مر العصور، بالكلمة والصوت والصورة، وُثقت هذه المناسبة المؤثرة  من قبل الشعراء والمثقفين، وغيرهم من أهل الفنون والإبداع، تعبيرا عن المشاعر التي غمرتهم، ووصفا للحظات مؤثرة عاشوها في الأماكن المقدسة، مكة المكرمة والمدينة المنورة.
من أروع ما وثق لهذه الرحلة الاستثنائية، ما نظمه الشاعر محمود بيرم التونسي، في قصيدة زجلية، جاءت طافحة بالحب الإلهي، واصفة لمراحل زيارته لمكة والمدينة. فكان الإحساس عاليا ملامسا لشغاف القلوب، تاركا تأثيرا خاصا، مع رغبة جامحة في خوض التجربة، بل وتمني تكرارها. مع إثارة الخشوع والتذلل إلى الله. كما كانت القصيدة أيضا سببا مباشرا في توبة العديد.

أهمية القصيدة:

القصيدة رغم أنها نظمت باللسان الدارج، أي بالعامية إلا أنها أصبحت في صدقها وروعة معانيها، من أجمل ما كتب في رحلة الحج. القصيدة عنونت ب "دعاني لبيتو"، كما سميت ب "القلب يعشق".
كتب الشاعر القصيدة من عين المكان في البقاع  المطهرة، تحدث فيها عن  الوجد الإلهي والسلام الداخلي الذي ينعم به الزائر ويغمرقلبه.
كانت القصيدة دافعا لمجموعة من المشتغلين بها  لزيارة الأماكن المقدسة، وكذلك سببا في توبة مجموعة من سامعيها وقارئيها.
يستشهد الشيخ البوطي رحمه الله في وصف عودة العاصي التائب إلى الله، بكلمات هذه القصيدة، التي تعد أجمل وأعذب وصف لرحلة الحج والعمرة، كما ذكرت. ويعتبر أبياتها  التي تتناول مناجاة الله تعالى أنها "لسان كل عاص لم يرتكب المعصية استكبارا، ولم يركن إليها عنادا، ولكنها زلة قدم". إليك رابط الفيديو

مضامين القصيدة:

يتحدث الشاعر عن الحب الإلهي، مستهلا قصيدته قائلا:

القلب يعشق كل جميل،،،،وياما شفتي جمال ياعين
واللي صدق في الحب قليل،،،،وإن دام يدوم يوم..وا لا يومين
واللي هويته اليوم،،،،دايم وصاله دوم
لا يعاتب اللي يتوب،،،،ولا في طبعه اللوم
واحد مفيش غيره،،،،ملا الوجود نوره
دعاني لبيته،،،،لحد باب بيته

ثم يضيف مناجيا ربه سبحانه، منشئا حوارا مع الله عز وجل:

و اما تجلالي،،،،بالدمع ناجيته
كنت أبتعد عنه،،،،وكان يناديني
ويقول مصيرك يوم،،،،تخضع لي وتجيني
طاوعني....يا عبدي،،،،طاوعني أنا وحدي
مالك حبيب غيري،،،،قبلي ولا بعدي
أنا اللي أعطيتك،،،،من غير ما تتكلم
أنا اللي علمتك،،،،من غير ما تتعلم
واللي هديته إليك،،،،لو تحسبه بإديك
تشوف جمايلي عليك
من كل شيء...أعظم،،،،سلم لنا تسلم

ثم ينتقل بعد ذلك لوصف مكة المكرمة، ودخوله المسجد الحرام :

مكة وفيها جبال النور،،،،طله على البيت المعمور
دخلنا باب السلام،،،،غمرقلوبنا السلام
بعفو رب غفور

كما اعتنى بذكر الحمام الذي يؤثث فضاءات من الأماكن المقدسة:

فوقنا حمام الحمى،،،،عدد نجوم السما
طاير علينا يطوف،،،،ألوف تتابع ألوف
طاير يهني الضيوف،،،،بالعفو والمرحمة
واللي نظم سيره،،،،واحد ما فيش غيره

بعدها تناول الناظم الروضة الشريفة بالوصف، في زيارته للمدينة المنورة:

جينا على روضة،،،،هاله من الجنة
فيها الأحبة تنول،،،،كل اللي تتمنى

ويذيل القصيدة بمشهد رائع ينتقل فيه من الروضة الشريفة بالمسجد النبوي، متخيلا فيه نفسه في روضة من الجنة، ينعم فيها وإن لم يصرح بذلك قائلا.

فيها طرب وسرور،،،،فيها نور على نور
وكاس محبة يدور،،،،واللي شرب غنى
وملايكة الرحمن،،،،كانت لنا نُدمان
بالصفح والغفران،،،،جاية تبشرنا

ليختم بدعائه ومتمنياته لكل أحبابه، بأن ينعموا بما عاينه:

ياريت حبايبنا،،،،ينولوا ما نلنا
يا رب توعدهم،،،،يا رب واقبلنا
يارب

لمزيد اطلاع في مواضيع المدونة:


هل اعجبك الموضوع :
مدونة تعليمية تربوية، تعنى بالأحكام الفقهية الخاصة بالمرأة، وكل ما يتعلق بها من ثقافة ومعرفة

تعليقات