الصفحات

القائمة الرئيسية


رمضان أيام معدودات
ملخص المقال:
رمضان نفحة ربانية، وجب اغتنامها، في أنواع القربات، خاصة زمن كورونا حيث منح، في طيات هذه المحنة، منها كسب فوائد الخلوة إلى الله سبحانه في هذا الشهر الفضيل.

رمضان أيام معـــدودات

إن لربنا لنفحات

الحمد لله سبحانه أن جعل لنا نفحات ومواسم للخيرات والبركات، فهي فرصة مهيأة في كثير من الأوقات والأمكنة، والفائز من وُفق لاغتنامها، ففاز بعمارتها وخيرها، والخاسر من أضاعها وأهملها ولم يقدرها حق قدرها.
وإنه لحرمان وخسران، أن يدرك العبد المسلم شهر المغفرة والرحمة، ثم يغفل عنه.
إن رمضان فرصة عظيمة ومنحة جسيمة، لزيادة الأعمال ومضاعفة الأجور ورفع الدرجات، فلا بد لمن أدركه من التسابق والتنافس، في فعل الطاعات، وقد امتدح الله عباده المسارعين في الخير، بقوله سبحانه: "إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين" الأنبياء 90، لأن من رُشد العقل أن يعي مظان سعادته ونجاته، ودون العقلاء من تمر عليه مواسم الخيرات والرحمات فلا يأبه لها ولا ينشط لاغتنامها، ولا يسارع فيها ولا يبادر.

اغتنام أيام رمضان:

فلا بد أن نكون ممن أدرك رمضان فغُفر له، وأن لا نكون ممن جرح صيامه بالآثام، وقطع قيامه بالتواني والأشغال، وأن لا نجعل رمضان موسم طعام وشراب.
إن رمضان أيام معدودات قلائل بالنسبة لاثني عشر شهرا، لكن هذه المعدودات محفوفة بالخيرات، وما يعلي الدرجات، في جنات النعيم، فهي خير وأبرك من كثير من الشهور، لأن فيها ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر. فهذا مدعاة للاجتهاد في تحصيل الطاعات والتنافس في عمل الخيرات.
إن هذه الأيام المعدودات تستدعينا للجد والاجتهاد والتزود ليوم المعاد، فإن قربة فيه، وكل فعل طيب، هو في رمضان تجارة رابحة وأضعاف مضاعفة.
إن المغتنمين لمواسم الخيرات والنفحات ، تمر عليهم هذه الأيام المعدودات سراعا، لأنهم عمروها بصالح الأعمال. ومن عداهم استثقلوها فما رعوها حق قدرها، ولا بلغوا منها حلاوتها، بل كان الصيام عليهم جوعا ومشقة.

مثال لبعض أنواع القربات:

إن رمضان أيام معدودات، إن لم نعمرها الآن فاتتنا  غدا، وإن أضعناها في الدنيا ساءتنا في الأخرى.
الأيام المعدودات ذكر، وصلوات، وجود وصدقات ومسارعة في الخيرات، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ما يكون في رمضان. وقد قال صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيحي البخاري ومسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
فالصيام المفروض أيام معدودات، فزمنه قصير لكن ثوابه جزيل، كما ورد في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).
إن الوقت كله نعمة جليلة، وثروة كبيرة، فكيف وفيه لآلئ الزمن ونفائس الدهر وحلاوة القلب، ألا وهو شهر رمضان.

إيجابيات الصيام زمن كورونا:

وسيكون رمضان زمن كرونا مختلفا بعض الشيء، لكن  هناك جوانب إيجابية عديدة ومتنوعة، حيث تدعو روح التضامن لمساعدة المحتاجين، في هذا الشهر الفضيل، كما يشكل هذا الوضع فرصة لزيادة توطيد العلاقات الأسرية، وإحياء صلة الرحم بالتواصل عبر وسائل التواصل. وكذلك التفرغ للأبحاث وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم، أو تعلم اللغات، وغير ذلك من مسائل تنمية المهارات.

الخلوة في صيام عامنا هذا:

والظرف فرصة للاعتناء بممارسات إيجابية أخرى، كالرياضة الجسدية والوجدانية المتمثلة في الخلوة والتفكر، فإسلامنا يجمع بين الإشباع الحسي الجسدي، والإشباع الوجداني الروحي، ليرتقي بالمسلم ماديا ونفسيا، قصد بلوغ التوازن في الحياة الشخصية.
ونختم بأبلغ ما قيل عن ثمرة الخلوة وهي الأنس بالله:
ـ قال إبراهيم ابن أدهم: " أعلى الدرجات أن تنقطع إلى ربك، وتستأنس بقلبك إليه".
-وقال الفضيل: "طوبى لمن استوحش من الناس، وكان الله جليسه".
وقال مسلم بن يسار: "ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجات الله"
- وقيل لأحدهم وهو جالس في بيته وحده: ألا تستوحش؟ قال: أويستوحش مع الله أحد؟


هل اعجبك الموضوع :
مدونة تعليمية تربوية، تعنى بالأحكام الفقهية الخاصة بالمرأة، وكل ما يتعلق بها من ثقافة ومعرفة

تعليقات